الأحد 04 ديسمبر 2022 11:44 مساءً
التفوق الدراسي للمعاق ليس من فراغ
يعتبر دمج والتحاق المعاقين في مدارس التعليم العام, من الامور المهمة والمفيدة لهم وللأسرة في المجتمع.
ويأتي ذلك بتوفير السبل والإمكانيات المطلوبة, وبتغيير النظرة الخاطئة عن المعاق عند الكثيرين في المجتمع. حيث طالبنا واكدنا بأنهم أفراد مثلهم مثل غيرهم من البشر, ولكن بإمكانيات أقل, واذا توفرت وتهيئت لهم الظروف والامكانيات المناسبة, مع الأسوياء في العمل والدراسة, لاشك إن بعض المعاقين سيثبتوا وجودهم ويتفوقوا على الأصحاء في احيانا كثيرة, وهذا ما تحقق وتأكد لنا على أرض الواقع, من خلال تفوق ونيل عدد منهم للمراتب الأولى في النتيجة الثانوية العامة والجامعية, للعام الدراسي الماضي في محافظات عدن وصنعاء ولحج, في ظاهرة نادرة وإيجابية تتحقق لأول مرة في البلد, تثبت بالدليل أن المعاق عندما ينال وتتوفر له الضروف المناسبة, يثبت جدارته وتبرز قدراته العلمية والذهنية, ويجعل هدفه ومسعاه للتحصيل العلمي ذات أولوية له.
أن حصول وتفوق هؤلاء الطلاب ليس صدفة أو أتى من فراغ, بل جاء من بذل وعمل متناغم ومتواصل من عدة جهات وأطراف مشتركة, وفرت وساعدت لا شك لنيلهم مرتبة الشرف وتحقيق قصة نجاحهم الجميلة.
فأول المقومات : الطالب ة أبلى بلاء حسنا, في دراسته ومجهوده العلمي, حيث وضع تحصيله ودراسته الهدف الأسمى والأغلى له, وجعل من إعاقته نبراس يضئ مسيرته وحياته العامة, تحدى ضروفه وواقعه المعيشي والاجتماعي, في ظل إوضاع معيشية صعبة تعاني منها كل الأسر اليمنية.
وثانيا, تواجد المعاقين الفائزون في الأسرة المثالية, التي تقبلت وتفهمت وضع وحالة الأبناء الصحية من الطفولة, لم تتذمر وتخفيهم عن الأنظار كما يفعل البعض, حاولت جاهدة من معاملته مثل اخوانه الأسوياء, دون تدليل وتفضيل بحجة ضعفه وانه معاق, لا بل زرعت الأيمان والثقة بنفسه, ويسرت ووفرت المناخ المناسب له للانخراط في تعليمه في المدارس والحياة العامة بروح إيجابية.
وثالتا, ما قامت به بعض المراكز وجمعيات المعاقين, في تأهيلهم وتوجيههم نفسيا واجتماعيا في المجتمع, في دلالة للدور
المحوري والعلمي التي تتبانه وتراعاه تلك المؤسسات مع المعاقين.
كل هذا العوامل والأسباب وجدت وتظافرت مع بعض, لتحقيق حكاية وقصة النجاح الباهرة للطلاب المعاقين, الذي يجب ونأمل من الجهات الحكومية والمعنية, أعطا هذا الأمر كل الاهتمام والرعاية, لحل الكثير من الإشكاليات والمعوقات التي تقف في طريقهم, ورعاية ودعم هؤلاء الفائزين لاستكمال دراستهم الجامعية والعليا لتميزهم وتفوقهم, لما له من أثر ومكاسب نفسية واجتماعية لذوي الاعاقة والأسرة والمجتمع بشكل عام, وهذا أقل ما يجب أن نقوم به نحوهم.