ماذا سيكتب التاريخ عن واقعنا ؟
«التاريخ يصنعه المنتصرون» مقولة قديمة اثبتت صحتها عندما كان الشخص أو الجماعة تتربع في عرش المجد والانتصار عقود من الزمن، يكتب التاريخ بقلمه وسيقرأ تلك الامجاد مواليد واحفاد تلك الحقبة
ومع مرور عقدين من القرن الواحد والعشرين كثرة الأحداث والمنعطفات التاريخية( ثورات وانقلابات) الذي تتغير بين السنوات والشهور، أو بين الأيام ذاتها إذا صح التعبير؛ الذي أصبح فيه الواقع المعاش لا يتوافق مع تلك المقولة(التاريخ يكتبه المنتصر).
ومن خلال الأحداث المتسارعة التي تمر بها المنطقة العربية بشكل عام أو اليمن بوجه الخصوص صار التخبط والحيرة في كتابة التاريخ عن احداث اليوم وبأي مصطلح يتم الكتابة( انتصار أم هزائم)، وماذا سيقرأ مواليد 2060-2080م عن تاريخ واحداث اليوم.
ولتقريب الكلمات أكثر إلى عقل القارئ وبعيدٱ عن الشخصنة ساضرب لك مثال في المنعطف التاريخي التي تمر به اليمن: عندما اقرأ درس في تاريخ عن الاحداث خلال السنوات الماضية سيصبح عندي مصطلح محدد(انقلاب)؛ لكن عندما يقرأ اخي الاصغر عن الدرس نفسه يصبح عنده مصطلح أخر(ثورة).
كل ذلك بسبب الحيرة عند كبار الكتاب وفلاسفة التاريخ في عدم تقييم الاحداث من منطلق واحد لجميع المراحل التاريخية واعطاء مصطلح الابطال المغاوير والخائن العميل؛ مما أصبحنا نعيش في أزمة بتاريخ اليوم وقراءة المستقبل عنه.
أخيراً:
يجب أن نقيم الاحداث من منطلق صحيح( انزال الناس منازلهم بدون مبالغة زائدة) لتصبح الرؤية واضحة عند قارئ التاريخ اليوم أو في المستقبل عن الأحداث والمنعطفات التاريخية الحاسمة.