الأحد 09 أكتوبر 2022 04:58 مساءً
تقطرنوا ياجن .. واتبعوا بدعتي
الناظر اليوم لحال المواطن اليمني القابع في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي ، يرى ذلك التاريخ القديم الذي يعيد نفسه لكل من تولى الامامة الكذابة خلال المائتين عام السابقة بل وماقبل ذلك ايضاً ..
يحاول الهاشميون او من يدعون الهاشمية ترسيخ فكرة الحكم تحت راية (سيد) هاشمي في الثقافة الشعبية وجعلها إرث ثقافي مهم حتى يتسنى لهم العودة من وقت لاخر للاستيلاء على الحكم، لانهم يعلمون كره الناس لهم وعدم تقبلهم ، ويعلمون جيداً بأن صندوق انتخابات القرن الواحد والعشرون لن يختارهم ابداً (فلا احد يبحث عن الامامة الرجعية والكهنوتية)
لا يستخدمها مشرفوا الحاكم ومستشاريه فقط لاثبات ان الشعب تحت سيطرتهم ..
وانما يستخدمها الحاكم نفسه بأعطاء الاوامر المباشرة لاتباعه المقربون ليثبت لمن يسميهم اعدائه بأن صنعاء وبقية المناطق التي تقع تحت سيطرته لن تنصاع الا لحكمه ولن تقبل بغيره سيداً وحاكماً، كما يريد ايضا ان يثبت للدول الجارة بأنه من يمسك بزمام امور الشعب واثبات بأن سطوته وقوته على الشعب أكبر من سياسة الشورى والانتخابات وبقية المعاهدات والقوانين الدولية المنظمة لحياة الأفراد والمجتمعات.
ان الاحتيال الديني المعتمد على الخرافة والتعظيم الإلهي للإمام الحاكم ، وبرغم ان صنعاء اليوم اصبحت في القرن الواحد والعشرون إلا إنها لازالت تؤمن بهذه الخرافة الاسطورية ..
فكان الامام احمد بن حميد الدين يدير الحكم بالخرافة وانه كائن اسطوري وإلهي ولا يموت
ويأمر الناس بالقطرنه مخافة ان يقتلهم الجن الذي افلتوا من قبضته وبتصديق الناس لخرافته انما هو تأكيد على عدم استعداد الناس لاحداث تغيير اجتماعي وسياسي وانهم لا يزالوا تحت سطوة الأمام الحاكم.
وهاهو اليوم #الدجال #عبدالملك_الحوثي يعيد خرافة اجداده، فيأمر الناس بالقطرنة
ويسارع الجميع لطلاء أنفسهم وسياراتهم ومنازلهم والجدران والابواب وحتى أبنائهم وحيواناتهم باللون الاخضر ظناً منهم بأن ذلك سيقربهم من الله ورسوله وبأن هذا الطلاء سيجعل الرسول راضياً عنهم في قبره
وان الحوثي هو الوسيط الالهي اليوم بين الشعب وبين الله ورسوله .. ومن المؤسف ان يكون في اليمن من هم في القرن الواحد والعشرون ولا يزالوا يعتقدون بهذه الخرافة، فيما يستغل الحوثي ومشرفيه هذه المناسبات كفرصة لجمع ونهب المزيد من الأموال ، يبقى للشعب المرض والجوع وقطع الرواتب والطلاء الاخضر.
ومناسبة المولد النبوي ماهي الا واحدة من هذه المناسبات التي يحاول الحوثي ان يمجد فيها سلالته ليقنع الناس بالخضوع له
وهي بدعة ليس لها اساس في الدين
وقد كان أول من إبتدع فكرة هذه الموالد هم الفاطميون في القرن الرابع لإفساد الدين
وتنسب بداية الاحتفال إلى الخليفة الفاطمي المعز لدين الله بعد دخوله إلى مصر في عام 969م_ وكانت هذه حيلته للتقرب من المصريين، عبر مناسبات عامة يطغى عليها السرور، وقد كانت مناسبة ضمن ستة موالد اخرى: المولد النبوى ومولد علي ومولد فاطمة ومولد الحسن ومولد الحسين وسادسها مولد الخليفة الحاضر.
وكان مقصودهم استغفال عامة الناس ليتمكنوا من نشر مذهبهم الإسماعيلي الباطني وعقائدهم الفاسدة بين الناس وإبعادهم عن دين الله الحق، ولو كان هذا الاحتفال من كمال الدين فلابد أن يكون موجوداً قبل موت الرسول عليه الصلاة والسلام وإن لم يكن من كمال الدين فإنه لا يمكن أن يكون من الدين .. حتى ان الخلفاء الراشدون والصحابة والسلف الصالح لم يأتوا به ولو كان فيه خيراً لكانوا هم اولى به منا وهم اشد الناس حرصاً على اتباع سنة رسولنا الحبيب، ومن يطلع اليوم على مكر الحوثي وجماعته لا يستطع الإنكار عما ينتظره من القمع والتعذيب اذا رفض اتباع خرافاتهم ، وشيئاً فشيئاً يروجوا البدعة فيعتاد عليها الناس ويتعلقوا بها ترهيباً وترغيباً.
وكما كان العبيديون الروافض هم من فتح باب الاحتفالات البدعية على مصراعيه
اليوم يقتاد الحوثي بهم ويكرر افعال اسلافه
ونخشى ان يتحول المولد وسيلة للغلو في الأنبياء والصالحين، فإنهم بذلك يعظمونهم بالغلو والمدائح، التي قد يصلوا فيها الى منزلة الشرك والعياذ بالله، ونبرأ لله من ان نكون ممن يتبعون البدع او ينشروها او يروجوا لها.
هذا والله اعلم ..