من نحن | اتصل بنا | الخميس 05 يونيو 2025 07:35 مساءً

مقالات
الأربعاء 08 سبتمبر 2021 04:51 مساءً

لا مفر من مصالحة وطنية شاملة

 
 
تخوضون حربًا وتعرفون مسبقًا أنها دون نصر، تدفعون بالآلاف من أبناء القبائل وأبناءكم، وتعرفون أنهم لن يعودوا، ونقاوم نحن عنصريتكم، وجموحكم الهمجي نحو العنف وسنستمر، ويبدو أن المجتمع الدولي لا يريد لنا النصر، كما لا يريده لكم، استمرار الحرب في بلدنا مغنم عند البعض، ومغرم علينا، وعلى جيراننا وعلى كل العرب. 
 
كلما أمعنتم في نهجكم العدواني كلما ازداد اليمنيين لكم كرهًا، ليست اليمن اليوم كتلك التي عرفها أجدادكم من قبل، إنها مختلفة، حتى مختلفة عن أقرب العهود الإمامية لكم ولنا، شعب شب على الطوق، واستيقظ وهو عازم على النصر، طلبًا للحرية، اليمنيون واليمن على قانون أبدي دائم معكم، لكم ما لهم وعليكم ما عليهم، مالم تغيروه أنتم، كما تفعلون اليوم. 
 
حربكم دمرت إمكانيات اليمن،  وعطلت قدراته، سرقت في غفلة منه بعض أبنائه، سلبت منه عقودًا من الزمن، عقودًا تراكمت فيها بعض خيراته، وأخشى ما أخشاه إن استمرت حربكم أن تمنع عودتنا شعب واحد، وأرض موحدة، وهوية واحدة، وهذا ما تصنعونه اليوم في اليمن. 
 
حربكم ستُقسِّم اليمن، ولن تبقيه موحدًا إن استمرت، وستقع المسؤولية عليكم، كما ستلاحقكم، فتوقفوا واقبلوا بحوار قد وُضِعَت مرجعياته، وكانت في مضمونها العام محل موافقة منكم، والقبول بها مرة أخرى بعد رفضها رشد، وعودة للوعي، وربما هداية، نهجكم إنفصالي مدمر، فوق أنه سلالي وعنصري ومناطقي، أفيقوا قبل أن تحل كارثة الكوارث.
 
هناك شعب يقاومكم بثبات وتضحية، كي تبقى اليمن موحدة، وكي لا تصبح شرعيتكم شرعية، مقاومة لم تعهدوها من قبل لاختلاف الزمان والمكان والإنسان، الغالبية الساحقة من اليمنيين لم تعد تتفق مع معتقداتكم، ولا نظرتكم للحكم، اليمنيون شعب يعشق الحرية، ولا يراها إلّا في الجمهورية، سكنت قيمها في وجدانه، وتجذرت في وعيه الجمعي، كما أنه شعب لا يرى المستقبل إلا في دولة واحدة تدمرها حربكم.
 
أيها الحوثيون، لم تُخِّلف الحروب سوى الشقاء والألم والجوع والفقر والمرض، أفيقوا من غيكم وغفلتكم، وتعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، فوالله لم ينضج تفكيرنا السياسي كيمنيين كما نضج فيما توافقنا عليه في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، يمكن تلخيصها في إعادة البناء في جمهورية اتحادية، هذه لا تنازل فيها، ولا مساومة حولها إلا فيما يعزز مضمونها، وينتفع به اليمن. 
 
تعالوا نتوقف هنا، ثم نمضي نحو مصالحة وطنية شاملة لا مفر منها لنا ولكم، لا غالب فيها ولا مغلوب، تنزع فتيل الفتنة التي أشعلتموها بعنصريتكم، وإصراركم على التميز الأعمى، تعالوا نعيد معًا بناء ما دمرتموه، أو تسببتم في تدميرة، أو كنا نحن المتسببين، تعالوا نطوي صفحة الحرب، ونبني السلام العادل والدائم، بهديٍ وبناءٍ على مرجعياته الثلاث، فهي الحاكم عند الاختلاف، ذاك ما تحتاجه اليمن واليمنيين، وذاك هو ما سنأتي عليه عاجلًا أم آجلًا.

 
 
أختيار المحرر
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
"جوجل" تحذّر: الذكاء الاصطناعي يمكنه "تدمير البشرية" في هذا التوقيت
العلماء يلقبونه بـ "قاتل المدن".. كويكب قد يصطدم بالقمر في هذا الموعد
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    الكلمة التي اشتقت لها كثيرا، وكنت أرددها في كل الأوقات، صباحا و مساء، دون ملل أو كلل... كلمة لم تكن مجرد
 المسافر من عدن الى صنعاء يمر بثلاث دول ترفع ثلاث رايات الاول علم الجنوب مرفوع من عدن الى سناح فقط، الثاني
    أ.د مهدي دبان   لا يهمنا من يتخذ القرار، ولا كيف يتخذه، ولا ما هي أهدافه النهائية… طالما أن
  ملخص غير أن المأزق الحقيقي لا يكمن فقط في غياب الدولة، بل في تغييب فكرة الدولة ذاتها، واستبدال شبكات
  كم أصبحت هذه العبارة تستفز  الناس ، بعد أن غدت اسطوانة قيادات المجلس الانتقالي في حلهم وترحالهم هذه
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025