من نحن | اتصل بنا | الخميس 05 يونيو 2025 07:35 مساءً

مقالات
الجمعة 06 أغسطس 2021 06:34 مساءً

رسالة التنصيب

 
الرسالة التي وجهها رئيس النظام الايراني الجديد بابراز لقائه بوفد جماعة الحوثي ، وما رافق ذلك من تصريحات غير مسئولة بشأن النصر الذي حققته مليشياتها في اليمن إنما تتمحور حول مسألة واحدة وهي استبعاد السلام في اليمن من الأجندة الإيرانية وتكريس وكلائها كقوة نافذة ومسخرة لمهام تتعلق بأمنها القومي قبل أي شيء آخر ، مما يعني أن خيار السلام لم يعد محمولاً بأي رافعة يمكن الاعتماد عليها في تحقيقه إلا في حالة واحدة وهي فرضه بتغيير معادلات القوة .
ومما يجعل الرسالة أكثر وضوحاً ، وتثير أكثر من سؤال في نفس الوقت ، هو أن معظم دول "التحالف" كانت حاضرة تنصيب رئيس النظام صاحب المشروع الذي استهدف ، ولا يزال ، الاستقرار في هذه البلدان بتسويق مشروعه الانقسامي الطائفي عبر وكلائه الذين سلحهم ومولهم وقذف بهم إلى وسط مجتمعاتهم ليقوموا بوظيفتهم المزدوجة ، إضعاف وارهاق دولهم بالحروب ، وحماية نظام الملالي الايراني بتوسيع مساحات الاشتباك كلما تطلب الأمر ذلك .
الرسالة تقول إن السلام بيد إيران وحدها ، ويمكننا أن نستنتج ذلك من واقع التحركات التي سبقت الانتخابات الايرانية ، والتي تجمدت بعد ذلك بانتظار التنصيب وما سيسفر عنه من سياسات جديدة .
في هذه الأثناء يستمر الهجوم على مقاومة الانقلاب الحوثي بحق وباطل من أكثر من كوة سياسية واعلامية ، بما في ذلك الخلافات السياسية الداخلية ، والبحث عن كبش فداء كما هي العادة .. ولا هدف لذلك غير سحقها في الوعي المجتمعي المحلي ، والاقليمي، والدولي لتمرير مشاريع استسلام لا يمكن تجاهلها . وللاسف فإن المدماك السياسي للشرعية ممثلاً في قواها السياسية يتداعى بانقسامات وتوجهات انقسامية تحت مسميات مختلفة بصورة لا تدل على أنه يدرك مخاطر  هذا الوضع الذي يحول فيه الحوثي صراعه مع اليمنيين من سياسي إلى صراع "وجود" بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .
لا خيار أمام هذه القوى سوى البحث في تغيير معادلة القوة ، والتي بدونها ستواصل مشاريع التسوية المذلة مشوارها .
تغيير معادلات القوة ليس مستحيلاً ،  ولا صعباً ، إذا استطاعت القوى السياسية والاجتماعية المناهضة للمشروع الحوثي الانقلابي التخلص من الذاتيات التي شرذمتها وأخذت تدفع البعض إلى البحث عن ملاذات تغلب فيها الخلاف السياسي فيما بينها على الصراع الوجودي مع مليشيات الحوثي التي أخذت تعيد تشكيل نفسها كبديل للجميع . 
آن الأوان لوضع "خارطة طريق" لإعادة تعبئة هذه القوى على قاعدة تأجيل الخلافات السياسية لمواجهة الصراع الوجودي الذي يصر عليه الحوثي المدعوم من النظام الايراني. 
ستكون القدرة على وضع خارطة طريق تستوعب كل القوى المقاومة لهذا المشروع التدميري بمثابة اختبار حقيقي لأهليتها لمواصلة المقاومة ، وإلا فإن التسوية التي ستبقي اليمن رهناً لحروب متواصلة قادمة .

 
 
أختيار المحرر
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
"جوجل" تحذّر: الذكاء الاصطناعي يمكنه "تدمير البشرية" في هذا التوقيت
العلماء يلقبونه بـ "قاتل المدن".. كويكب قد يصطدم بالقمر في هذا الموعد
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    الكلمة التي اشتقت لها كثيرا، وكنت أرددها في كل الأوقات، صباحا و مساء، دون ملل أو كلل... كلمة لم تكن مجرد
 المسافر من عدن الى صنعاء يمر بثلاث دول ترفع ثلاث رايات الاول علم الجنوب مرفوع من عدن الى سناح فقط، الثاني
    أ.د مهدي دبان   لا يهمنا من يتخذ القرار، ولا كيف يتخذه، ولا ما هي أهدافه النهائية… طالما أن
  ملخص غير أن المأزق الحقيقي لا يكمن فقط في غياب الدولة، بل في تغييب فكرة الدولة ذاتها، واستبدال شبكات
  كم أصبحت هذه العبارة تستفز  الناس ، بعد أن غدت اسطوانة قيادات المجلس الانتقالي في حلهم وترحالهم هذه
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025