السبت 27 مارس 2021 10:30 مساءً
انقذوا عدن
أيام معدودة فقط تفصلنا عن شهر رمضان المبارك وليس هناك أي بارقة امل تلوح بالأفق بان الأمور ستتحسن بالمحافظات المحررة فمازال المواطنون يعانون من انهيار العملة والارتفاع الجنوني في الأسعارَ الذي يفوق قدرتهم على الشراء ناهيك عن انقطاعات الكهرباء لساعات طويلة وأزمة المشتقات النفطية التي عادت مجدداً وكأنهم يدورون في حلقة مفرغة من الازمات اللامتناهية.
ما الذي عملته الحكومة منذ قدومها الى عدن منذ حوالي ثلاثة اشهر فباستثناء بعض الصور التي التقطت في الأيام الأولى لعودتها وكأنها تريد ان تقول للعالم نحن موجودون بعدن ولكن اذا نظرنا الى أي قرار او انجاز حققته لانتشال أوضاع المواطنين فلن نجد لها شيئاً مطلقاً بل تكتفي بالبقاء في موقف المتفرج وكان ما يحدث لا علاقة له مطلقاً بها حتى عندما خرج الناس للتعبير عن غضبهم عن تردي الأوضاع التي يمرون بها ومحاولة البعض شيطنة تصرفاتهم وكان عليهم ان يتخلوا عن مطالبهم المشروعة بالعيش الكريم ويتحملوا الجوع وضيق الحال لان مطالبهم حسب زعم البعض ستعيق انتصارات الجبهات للجيش وكأن المتظاهرون كبلوا ايادي واقدام الجيش بالسلاسل ومنعوهم من مواجهة الحوثيين لتأتي الحكومة وتقول انها تتفهم مطالب المتظاهرون وما يمرون به وان كان هذا مشكوك بأمره فحكومة يستلم أعضائها رواتبهم بالعملة الأجنبية وتعيش اسرهم رغد الحياة في العواصم العربية كيف ستشعر بمعاناة المواطن الذي يستلم راتبه بالعملة المحلية التي تتدهور يوماً بعد اخر وهو يجد نفسه عاجزاً عن تلبية احتياجات اسرته الأساسية وحتى وان افترضنا ان الحكومة تفهمت مطالب المواطنين ما الذي استفادة المواطن من تفهمها طالما وانها لم تتحرك خطوة واحدة لتحسين الأوضاع ؟
والان مع تواجد رئيس الوزراء في الرياض والذي تزامن مع اعلان المملكة لمبادرة لإنهاء الحرب في اليمن سيدعي الجميع انشغاله بتلك المبادرة، فالشرعية سترى ان انهاء الحرب أولوية وعليها ان تحشد كافة الطاقات لها والشقيقة الكبرى ستحرص على الحصول على تأييد واسع لمبادرتها وبالتالي فأننا لا نتوقع ان تكون مطالب الجنوبيين بالعيش الكريم ضمن أولويات واهتمامات زيارة رئيس الوزراء او الشقيقة الكبرى راعية اتفاق الرياض بل سيتم تجاهل تلك المطالب وكأن حياة سكان المحافظات الجنوبية ليست بذات أهمية وان عليهم ان يتقبلوا هذه الحياة اللانسانية.
وحتى لا يفسر كلامنا بطريقة خاطئة باننا ضد وقف الحرب وانهاء الانقلاب الحوثي فمثلما الحكومة تدعي حرصها على السلام كما تروج له في احاديثها الموجهة للداخل والخارج فأن ذلك لا يعفيها من القيام بواجباتها والتزاماتها تجاه المواطنين في المحافظات المحررة ولكن ما يحدث عندنا ان الحكومات المتعاقبة لم تستطع ان تحسم الحرب منذ سنوات رغم كل الدعم المقدم لها ولا استطاعت ان تقدم نموذج حقيقي للدولة في إدارة المحافظات المحررة.
واخيراً نقول الناس سئمت بالفعل من هذا الوضع المتردي الذي يعيشون فيه وكأن من لم يمت منهم بالحرب سيموت قهراً وجوعاً ، الناس بحاجة الى حلول جذرية تنهي معاناتهم وليس معالجات ترقيعيه وكلام مطاطي مبهم يتم التصريح به للإعلام الغرض منها مجاملات سياسية لبعض الأطراف او الأشخاص فيما السواد الأعظم من الناس تعيش بحالة معاناة دائمة.