الخميس 18 مارس 2021 02:54 مساءً
الإقصاء تكريماً لـ مكيش
حين يأتي رد الوفاء بصورة عكسية، يتجلى حجم الاجحاف في حق صاحب الحق، وتصاب القيم في مقتل.
في سطور بسيطة سأحاول أن أقدم واحدة من هذه الصور التي تثبط الهمم وتكسر الخاطر وتبعث رسائل غير إيجابية للكوادر الوطنية في كل مرافق الدولة.
الأستاذ محسن سالم مكيش، مدير عام مكتب الإعلام في عدن، واحد من النماذج التي عاشت حالة النكران والاجحاف، رغم ما قدمه في ظروف متناقضة وعصيبة.
منذ إعلان الوحدة تحولت جميع الوزارات إلى صنعاء وذهب من ذهب وبقى آخرون في عدن، يقومون بعملهم، كما يجب، عقود وهم يبذلون كل ما بوسعهم من أجل الوطن وحتى لا تتوقف العجلة.
سنوات عجاف مرت على البلد، ظل خلالها مكيش محافظاً على المكتب وموظفيه.. أشرف على الانهيار أكثر من مرة وكان هو من ينقذه.
مؤخراً طلب من الوزارة والمحافظة تقديم بعض الدعم المادي واللوجستي ولم يحظَ طلبه بأي استجابة أو اهتمام، وكأن هناك تعمد لإهمال مكتب الإعلام في عدن.
جاء المحافظ أحمد لملس وتأملنا فيه خيرا، وعند زيارته للمكتب وعد بتقديم الدعم والمساندة ليستعيد المكتب نشاطه، غير أن الذي لم نكن نعلمه أن هناك نيّة مبيّته لإقصاء الاستاذ مكيش وتعيين آخر، من خارج كوادر المكتب.
نعم، التغيير سنة الحياة، لكن قرار التعيين احتوى على ظلم كبير لجميع كوادر المكتب؛ فهناك الكثير من الخبرات القادرة على الإدارة بحرفية ومهنية عالية، كما ان التغيير بهذه الطريقة، كان فيها الكثير من الظلم لمدير مكتب الاعلام بعد أن أفنى عمره في خدمة العمل، لم يغادر هروباً من عدن، وفي عز الأزمات، صمد للحفاظ على المكتب.
حتى وهو يعاني المرض، كان أحياناً، يأتي متكئاً على عصا، بسبب أوجاع في قدمه، من أجل متابعة العمل وشئون موظفي المكتب، كان يعمل ذلك والميزانية نائمة في خانة الـ صفر.
نعرف أن الزمن للشباب والمرأة و أ. محسن خير من قدّر المرأة ووقف مع الشباب المستحق والكفاءات، لكن ما حدث كان فيه الكثير من الظلم، فلم يحترم القرار تاريخ الرجل الوطني والنضالي.
أخشى أن آثار الغربة والبعد عن الوطن مازالت مستوطنة المحافظ لملس وهي من دفعته إلى هذا التصرف المجحف الذي استنكره جميع من يعرف الاستاذ مكيش.