من نحن | اتصل بنا | الخميس 27 نوفمبر 2025 11:58 مساءً

مقالات
الأحد 15 نوفمبر 2020 08:44 مساءً

الجمع بين تحقيق المنجز السياسي وإدارته

 
دودة القز تصنع ألياف الحرير  من أوراق شجرة التوت ، غير أنها تقوم بإتلافه فور خروجها من شرنقة الألياف إذا لم يسارع المزارع إلى منعها من ذلك بوسائل مختلفة . 
ما يقوم به كثير من البشر  يشبه ذلك إلى حد كبير . 
كم هي الأشياء الجميلة التي صنعها اليمنيون ثم أتلفوها . 
سألني مراسل "اللوموند" الفرنسية عام ١٩٩٢ عن الحل ، وقد بدأت المشاكل تتسع وتتمدد على نحو كبير، مهددة منجز الوحدة بالخراب ، فتبدت أمامي حكاية دودة القز كمثال على ما قام به اليمنيون وما يتوجب عليهم القيام به، 
قلت له : 
أنظر إلى هذه الصورة التي ألتقطت لقيادات الشطرين يوم ٢٢ مايو ١٩٩٠، وأضف لها بعض الاسماء ممن لم يشاركوا في ذلك الحدث ، هؤلاء جميعاً عليهم مغادرة المسرح معززين مكرمين ، على أن يقام لهم نصب تذكاري باعتبار انهم أنجزوا مهمة تاريخية كبرى ، ويتركوا لجيل آخر أمر تدبير إدارة هذا المنجز . 
سألني : هل أنشر هذا الكلام؟
قلت له : نعم انشره بالخط العريض .
صانع أي منجز  سياسي أو إجتماعي لا يستطيع إدارته بشكل مستقل عن حاجة هذا المنجز إلى أن يتخلص من " غطرسة" هذا الصانع وأنانيته . لذلك رأينا كيف أن كل الثورات والتحولات الاجتماعية قد شهدت انحرافات هائلة عن مسارها لأسباب تتعلق بالجمع بين تحقيق المنجز وإدارته ، وكان أن آلت جميعها إلى متحف التاريخ . 
وينطبق نفس الشيء فيما تحققه البشرية من منجزات في مجالات أخرى . 
يعكف العلماء على انتاج عقار لمكافحة وباء ما ، ينجحون ، لكن غيرهم هو من يدير هذا العقار فيما بعد ، ونجاحه يتوقف على أسلوب إدارته . 
يمضي مفكر ما في التأليف وتحقيق منجز فكري ، ويقوم الناشر والناقد والقارئ والباحث بدور حاسم في تخليد هذا المنجز . وهكذا .. كم هي النظريات الخالدة التي ظلت مطوية ومجهولة حتى جاء من يتولى تحقيقها ونشرها وبعثها كمنتج بشري خالد .
لم نصب بهذه الانكسارات إلا حينما جمعنا بين تحقيق المنجز وإدارته بصورة تجسدت فيه أنانية قتلت ديناميات المنجز وحولته إلى كومة من الاستحقاق لنخب تنفصل عن المجتمع ، وتفصل معها منجزها ، ليموت بحضنها وتموت معه .

 
 
أختيار المحرر
باب الديمة لا يغير خرابها… ولا يُصلح وطنا متهالك
بودابست - انطباعات زائر الحلقه الاولى
بانوراما الأداء الجنسي للرجال.. أسباب تراجعه وكيفية الحفاظ عليه
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    الديمة… ذلك البيت الصغير الذي كان يُبنى في الأراضي الزراعية عشوائيا لغرض مؤقت، كمكان لحراسة مزرعة
أصناف البشر بين الذكاء والغباء… قراءة في طبيعة السلوك الإنساني وانعكاسها على واقع      تختلف صفات
  دخل متحف آرمات عمان عصر جديد من احترافية العرض والتنوع، في ظل الإضافات المستمرة التي يقدمها رائد المتحف
رغم أننا جيل محظوظ عاش زمن ميسي، إلا أننا اليوم ندرك أن كل مباراة لم نشاهدها له كانت خسارة شخصية
    لم يكن الأستاذ عقيل مجرد مدير مدرسة أو قائداً إدارياً، بل كان نموذجاً للعقل والحكمة والإنسانية
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025