الثلاثاء 20 أكتوبر 2020 07:58 مساءً
ضبط منبه التعليم
في ظل التغيير الذي يشهده العالم نحو تطوير تكنولوجيا المعلومات والاستفادة منها في كل المجالات بأقصى ما يمكن لخلق حلول ذكية والحصول على نتائج بقمة الدقة والكفاءة، ينال التعليم نصيبه من العجلة التنافسية المتسارعة تلك، حيث صار التعليم الإلكتروني وآليات التعليم عن بعد حديث اليوم والغد. حيث نرى الجامعات تتباهى بمحتواها التعليمي عالي الجودة وتتنافس عبر الشبكة العنكبوتية لاستقطاب الطلاب –غير مبالية بالمسافات- نحو عملية تعليمية سلسة وقادرة على تخريج أجيال مبدعة يحتاجها سوق العمل بشغف. وأصبحت بوابات التسجيل الإلكترونية للجامعات المرموقة لابد تحوي الخيارين المهمين (Blended Learning or Online Only) بالإضافة للخيار التقليدي الذي لم يعد يتناسب مع حال الكثيرين وهو (On campus).
وفي إطار ذلك التنافس الذي يبدو أن رواده قد ضبطوا المنبه مبكرا ليكونوا اليوم جاهزين، تتأثر مؤسساتنا التعليمية وتجد نفسها أمام مستقبل شبه غامض، مستقبل يترنح بين توجيه العمل نحو إنشاء المنصات، ثم البدء بانتقادها من قبل من يجدوا أنفسهم عاجزين عن فهمها، أو من لديهم شعور بالنقص أمام زملائهم المطورين. وتارة أخرى نرى الانجرار خلف الشطح الإعلامي يطغى على الاستفادة الفعلية من الإنجاز نفسه، فبدل أن يتم شحذ الهمم وتجهيز الميزانيات لصنع محتوى تعليمي رقمي، يتم تصوير المنصة ونصها بلا عمل في عالم الديجيتال!
إن هذا حال كثير من المؤسسات التعليمية المحلية، فقد وصل أكثرهم للعجز ليس بسبب التوهان بين أنظمة إدارة التعليم المتنوعة، ولكن لعدم إدراكهم أن إنتاج المحتوى التعليمي الإلكتروني يعد المحطة الأولى والأكثر أهمية، وكذا لعدم التعامل بمهنية مع فريقهم التقني .
بل إن البعض منها للأسف لم يأخذ الأمر على محمل الجد بعد، وغير مستوعب لما سيؤول إليه الوضع من سوء إذا استمر الاستهتار بكذا أمر مهم في المجالين التعليمي والمهني.
وبعيدا عن سلبيات التجارب المتذبذبة، دعونا نسلط الضوء على نقاط مهمة يستفيد منها من لديهم الرغبة فعلاً في مجاراة تجارب الجامعات والمؤسسات الناجحة.
فلك عزيزي القائد الطموح أن تتخيل سلاسة العملية، إذ كل ما تحتاجه هو:
- دعم تكنولوجي يشمل البرامج والأجهزة المخصصة لصنع مادة تعليمية تطابق معايير الجودة (على سبيل المثال: معيار سكورم SCORM ).
- دعم موردك البشري الذي يمتلك خبرات تكنولوجية، وتوجيه تلك الكفاءات للإنجاز وفقاً لنسب يتم تحديدها (على سبيل المثال: تجهيز ورفع مادة أو مادتين شهرياً).
- تجهيز المنصة الإلكترونية واعتماد تلك التي تتمتع بمميزات لمحاكاة الأنشطة التعليمية (محاضرات ، اختبارات، منتديات ، كتب ومناهج، عرض ملفات ومحتوى صوتي ومرئي ، تحكم بصلاحيات المستخدمين...الخ).
علماً أن هناك عدد من المنصات غير المكلفة كالتي تعمل ضمن شبكات LAN و تستفيد منها المدارس لتمكين الطلاب من إجراء الامتحانات بالكمبيوتر والحصول على النتائج أوتوماتيكياً.
وبعيداً عن الرتوش والتهاويل، هكذا هو الأمر بكل بساطة لتتمكن من الريادة في مجال التعليم سواء كان مدمج أو تقليدي. وإن تسنى الوقت، سيتم لاحقاً تداول البرامج والأنظمة الشهيرة التي تستخدمها كثير من الجامعات والمعاهد في العالم لإنتاج المحتوى الإلكتروني.