الحرس الثوري الإيراني يصنع صواريخ باليستية في اليمن تستخدمها مليشيا الحوثي
أكد مصدر في الحرس الثوري الإيراني أن العراقيل الكبيرة التي تواجه تهريب الصواريخ إلى المتمردين الحوثيين في اليمن، وخوف إيران من العقوبات الدولية عليها، دفعتها إلى الاتجاه لمساعدة المتمردين في تصنيع صواريخ باليستية داخل اليمن مثلما فعلت في لبنان وسورية.
وقال المصدر لصحيفة "الجريدة" الكويتية، إن إيران تساعد الحوثيين في هذا المجال من خلال توفير محركات خاصة بالصواريخ الباليستية، وتكنولوجيا صناعتها، فضلًا عن تزويدهم بالوقود الجامد.
وأوضح أن فرقًا هندسية تابعة للحوثيين تلقت تدريبات في طهران على أيدي مهندسين من "حزب الله"، خبراء في صناعة تلك الصواريخ وسط ظروف مشابهة للموجودة في اليمن.
وأضاف المصدر، أن الحوثيين استطاعوا الحصول، عبر السوق السوداء، على عشرات من محركات الصواريخ، ومعظمها روسي الصنع أو من كوريا الشمالية، كما أن مواصفاتها تطابق تلك التي تستوردها إيران من هذين البلدين لصناعة صواريخها الباليستية.
وأشار إلى أن "فيلق القدس" المسؤول عن العمليات الخارجية في "الحرس الثوري" دفع ثمن تلك المحركات وكلفة تهريبها.
ولفت المصدر، إلى أن الحوثيين حصلوا على الوقود اللازم لتعبئة هذه الصواريخ عن طريق التهريب، موضحًا أن مشكلتهم الفعلية أنهم يريدون استخدام هذه المحركات مع الصواريخ اليمنية القديمة، الروسية الصنع من طراز سكود التي بحوزتهم، والتي سيطروا عليها من الجيش اليمني.
وأضاف: "بما أنهم يفتقرون إلى معامل لتصنيع أجسام الصواريخ، فضلًا عن شبه استحالة تهريب هذه الأجسام التي يصل طولها إلى 12 مترًا، في ظل الحصار المحكم حول اليمن، فإن طهران وحلفاءها يعملون حاليًا، بشكل أو بآخر، على محاولة تهريب المواد المعدنية المطلوبة لصناعة تلك الصواريخ"، والتي تمكنها من تحمل ضغط الخروج من الغلاف الجوي للأرض والعودة إليه.
وأشار المصدر إلى أن أجسام معظم الصواريخ الموجودة في اليمن لا تتحمل تحويلها إلى باليستية، وبعضها الآخر يجب تخفيف نسبة كبيرة من حمولته المتفجرة، وتعبئته بالوقود كي يصل إلى هدفه، مما يفقد هذه الصواريخ قدراتها التخريبية ويجعل أثرها إعلاميًا فقط.
وذكر أن صواريخ الحوثيين تحتاج أيضًا إلى رقاقات إلكترونية للاختفاء من رادارات الدفاعات الجوية، مؤكدًا أن عددًا من هذه الرقاقات تم تهريبه إلى اليمن، لكنه قليل.
وكانت روسيا استخدمت، منذ قرابة أسبوعين، في مجلس الأمن "الفيتو" لإحباط مشروع قرار بريطاني يدين تقاعس إيران عن منع وصول أسلحتها إلى الحوثيين، وإثر ذلك هددت واشنطن بعمل أحادي لمنع وصول تلك الأسلحة.
وقبل أكثر من شهر قدمت واشنطن أدلة على أن صاروخًا باليستيًا أطلقه الحوثيون على الرياض كان من صنع إيراني.
.