من نحن | اتصل بنا | الخميس 25 أبريل 2024 09:30 مساءً

مقالات
الثلاثاء 11 أكتوبر 2016 03:31 مساءً

11 اكتوبر اغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي وتوقف الزمن

 
 
تبدوا عقارب الوقت قد توقفت  في هذا البلد  عند الساعة الثالثة عصرا يوم الحادي عشر تشرين اول ،  ذلك منذ تسع وثلاثون عاما حين تجمد ذلك العقرب مكانه وهو يشير الى لحظات اغتيال الرئيس ابراهيم  الحمدي ومازال ثابتا مكانه حتى هذه اللحظة لكنه اليوم يشير الى العلاقة بين ذلك الاغتيال والصراع الدائر اليوم في اليمن ويؤكد على وجودها . 
فابرز الوجوه الخفية لهذا الصراع متعلق فعلا بتلك الجريمة  ، فبالنظرة العميقة للمشهد يظهر لنا خلفه وجهان هي من ابرز هذه الوجوه ، الاول كأن اصحابه يناضلون من اجل العودة للوراء  اربعة عقود بالتحديد الى النقطة التي انتهى عندها نظام الرئيس الحمدي فكأنهم يسعون لاستعادة ذلك النظام فحسب  وذلك من خلال تمسكهم بمخرجات الحوار الوطني والاصرار على تنفيذها  ، كأن لسان حالهم يقول هذه هي النظم والقوانين التي تمكننا محاكاة ذلك النظام او استعادته اذا امكننا ذلك ، وبالفعل فإن النظم والقوانين التي كان الحمدي قد انتهجها لاتختلف في جوهرها عما تضمنته وثيقة الحوار الوطني ، بمعنى ان الروح التي كانت تسري في نظام الحمدي قد استنسخت اليوم لتسري مجددا في جسد وثيقة الحوار الوطني بطريقة او باخرى، المهم النتيجة واحدة  دولة مدنية قوية خالية من الفساد والعنصرية بشتى ضروبها وهي نفس الاهداف المرجو تحقيقها عند تنفيذ الوثيقة وهذا يعني بالفعل ان الزمن متوقف منذ عصر ذلك اليوم البعيد الى ان تنفذ مخرجات الحوار التي لايتوفر لليمنيون قارب نجاة سواها  .
 
                                 .
  وعلى النقيض من ذلك نجد الوجه الآخر اتباعة  يستميتون في استمرار مشروع الهيمنة على السلطة والذي تبناه المخلوع صالح اساسا لنظامه الذي بناه على شفا جرف هار فانهار به مؤخرا وبالوطن باكمله بعد ان اعلن تمرده وتحديه لهذه المخرجات والتي رأى فيها تجسيدا لنظام الرئيس الحمدي وبعثا لروحه من جديد وهذا يعني تدميرا لمشروع الهيمنة الذي كان الحمدي قد كتم انفاسه وبدى عازما على استئصاله من الجذور  والقضاء على كل العنصريات المتكتلة بداخله بكل ضروبها المذهبية والقبلية والسلالية والى الابد وذلك من خلال اسس العدل والقانون وقيم المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات التي ثبت قواعدها وشرع بالبناء عليها نظاما فريدا ربما لم ولن يتكرر الى الابد لاسيما وان الحمدي توج نظامه ذلك بتاج السيادة المفقود من على جبين هذا الوطن منذ زمن بعيد لذلك بدا اصحاب هذا الوجه بمهاجمة كلما يرمز او يتعلق بتلك المخرجات  وكل من يساندها فكان اختطاف مسودة الدستور لكن الحض الاوفر من ذلك الهجوم كان من نصيب مؤسسة الرئاسة التي انهارت على اثره متحولا المشهد بعدها الى انقلاب ثم الى حرب شاملة دمرت الوطن و اتت على الاخضر واليابس . 
 
                                  .
   اليوم نقارن بين النظامين فكلاهما قد اصبحا من الماضي نظام الحمدي ونظام صالح  لكن سقوط النظام لايشير بالضرورة الى فساده  وهشاشته دائما بل تبقى علة السقوط هي المعيار في تمييز الانظمة الشامخة عن الانظمة السافلة  ، فبينما تاتي الانقلابات العسكرية والاغتيالات غالبا لاسقاط انظمة وطنية كما حدث لنظام الحمدي فإن الثورات الشعبية دائما لا تأتي إلا لاجتثاث الانظمة الفاسدة و الهشة لاسيما التي طال بها الزمن وهو ما حدث مع نظام صالح الذي انهار بفعل ثورة شعبية مدمرا اثناء انهياره كل شيء ليعود بالبلد الى تلك النقطة التي انطلق منها وهي النقطة التي انتهت عندها الانجازات العظيمة لنظام الرئيس الحمدي رحمه الله  . يكفي هنا ان نأتي بمقارنة واحدة والمتعلقة بإحتياطي البنك المركزي اليمني من النقد الاجنبي المتوفر عند نهاية كلاهما ، فنظام الحمدي ترك بعده ثمانمائة وخمسة وعشرون مليون دولار وهو مبلغ مهول حينها ويوازي عشرات المليارات هذه الايام بينما لم يترك نظام صالح شيئا في البنك بعد ان استنفذ ماكان قد وفره في ايام طفرته بمعنى آخر ان نظام صالح التهم ما وفره النظامان معا وهذا برهان واضح لصحة مقولتي بتوقف الزمن بعد الرئيس ابراهيم الحمدي إن لم يكن قد عاد بنا الزمن الى الوراء منذ ذلك اليوم وهو التعبير الاكثر مجاراة  لواقعنا اليوم .

 
 
أختيار المحرر
كم عدد مرات الجماع الطبيعية بين الزوجين؟
كيف يمكن مشاهدة مباريات ميسي مع إنتر ميامي؟
شاهد : اليمني الخارق الذي يتغذى على زيوت السيارات
بالصور : الطفلة اليمنية " ماشا" راعية الغنم
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
       - بعد نشرنا مقالنا، والذي كان بعنوان (رجل على كرسي الحكومة)، وذكرنا تواصلنا بمعالي دولة رئيس
        - بعد أيام من اختياره، تواصلنا بمعالي دولة رئيس الحكومة، الدكتور أحمد بن مبارك ، لم نحتاج
    لابد من تشغيل الكهرباء وكل مؤسسات الدولة بتعز وكنس الفاسدين ..! يُناضل #نائف_الوافي منذُ أشهر، من أجل
    يعاني المواطنين في م\ عدن وخاصة مديرية خور مكسر خلال السنوات الماضية من أزمة مياه حادة, جعلتهم يعيشون
   - أمي الغالية، والحنين ، وبعض اللحظات الخاصة جدا، عدا ذلك كل شيء في الحياة يصغر عندما نكبر .     -
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2024